مصر والسعودية- وحدة المصير رغم الخلافات الظاهرية
المؤلف: علي بن محمد الرباعي08.12.2025

لا قيمة للجسد الخالي من الروح، وكذا الروح لا تتجسد وتظهر جلية إلا في الجسد. فمصر هي القلب النابض للعروبة، والمصريون يعشقون أرضهم وهذا حق أصيل لهم. بيد أن السعوديين يضمرون حبا أعمق وأصدق لوطنهم المملكة العربية السعودية. وحب الأوطان جزء لا يتجزأ من العقيدة السليمة، فالإنسان بلا وطن أشبه بكائن زائد عن الوجود، أو كائن مهمش لا مكان له في هذا العالم.
إن بعض التدخلات التي نشهدها في القضايا القانونية من قبل من نظنهم نخبًا ثقافية، تبعث على الأسى والشفقة. وعند التأمل مليا، ندرك أن المحرك لهذه المعارك اللفظية ليس دافعًا ثقافيًا ساميًا، بل هو نابع من ذاتية مفرطة ونرجسية طاغية، وربما يصل إلى حد التعصب البغيض. ويعود ذلك إما إلى البحث عن مصالح شخصية عاجلة، أو إلى قصور في الفهم يخلط بين الأمور الثابتة والمتغيرة، ويختبئ وراء الخلافات الشكلية بقناع الوطنية الزائفة والمبادئ المثالية البراقة.
قد يغفل بعض الأشقاء العرب عن حقيقة أن تاريخ المملكة العربية السعودية يزخر بالمواقف النبيلة تجاه القضايا العربية. فقد وقفت بلادنا شامخة، صامدة، ومتصدية للدفاع عن الأراضي العربية بكل ما أوتيت من قوة (الحفاظ على ما هو قائم، والقتال ببسالة لاستعادة ما فقد). وقد كلفنا ذلك تضحيات جسيمة لم نسجلها في سجل المن، ولم نتبع الإحسان بالأذى.
ومهما اتسعت الهوة واشتد الخلاف بين الساسة في القضايا الجيوسياسية التي قد تخفى عنا خلفياتها، فإن الواجب على المثقف الحقيقي، والأجدر به، أن يكون حاملًا لراية المصالحة والتهدئة، وأن يسعى لتوحيد الصفوف ولم الشمل، وفك الاشتباك. فالأمة العربية في هذا الزمن العصيب أحوج ما تكون إلى مثقفيها لتعزيز وحدتها ثقافيًا وحضاريًا وسياسيًا وعسكريًا، أو أن يلوذوا بالصمت، فالصمت عن الكلام الجارح فضيلة.
إن كانت مصر هي رمز العروبة، وهي بالفعل كذلك، فإن المملكة هي رمز الإسلام. ولم يشهد التاريخ أي تنازع بين العروبة والإسلام إلا عندما تم تسييس الدين وتحريفه، وعندما تم تغليب النزعة القومية المتعصبة على كل القيم. ورواد التنوير من مصر، ومن أساتذتنا الذين نهلنا من علمهم، غرسوا فينا قيم الإنسانية النبيلة. فنحن لسنا وحدنا على هذا الكوكب، ومع ذلك لا يزال التعصب يسيطر على عقول البعض.
لن تخبو جذوة الحب والعاطفة الجياشة التي نكنها لمصر وشعبها. ولن نرفع رايات العداء على الأخ الذي يربطنا به رابط الدم والماء. فالأرض العربية هي ملك للعرب جميعًا، ودماء جنود المملكة قد روت كل شبر من أرض العروبة والإسلام. والتاريخ خير شاهد على ذلك، فما جرى ليس ببعيد العهد. مع خالص تحياتي وسلامي.
إن بعض التدخلات التي نشهدها في القضايا القانونية من قبل من نظنهم نخبًا ثقافية، تبعث على الأسى والشفقة. وعند التأمل مليا، ندرك أن المحرك لهذه المعارك اللفظية ليس دافعًا ثقافيًا ساميًا، بل هو نابع من ذاتية مفرطة ونرجسية طاغية، وربما يصل إلى حد التعصب البغيض. ويعود ذلك إما إلى البحث عن مصالح شخصية عاجلة، أو إلى قصور في الفهم يخلط بين الأمور الثابتة والمتغيرة، ويختبئ وراء الخلافات الشكلية بقناع الوطنية الزائفة والمبادئ المثالية البراقة.
قد يغفل بعض الأشقاء العرب عن حقيقة أن تاريخ المملكة العربية السعودية يزخر بالمواقف النبيلة تجاه القضايا العربية. فقد وقفت بلادنا شامخة، صامدة، ومتصدية للدفاع عن الأراضي العربية بكل ما أوتيت من قوة (الحفاظ على ما هو قائم، والقتال ببسالة لاستعادة ما فقد). وقد كلفنا ذلك تضحيات جسيمة لم نسجلها في سجل المن، ولم نتبع الإحسان بالأذى.
ومهما اتسعت الهوة واشتد الخلاف بين الساسة في القضايا الجيوسياسية التي قد تخفى عنا خلفياتها، فإن الواجب على المثقف الحقيقي، والأجدر به، أن يكون حاملًا لراية المصالحة والتهدئة، وأن يسعى لتوحيد الصفوف ولم الشمل، وفك الاشتباك. فالأمة العربية في هذا الزمن العصيب أحوج ما تكون إلى مثقفيها لتعزيز وحدتها ثقافيًا وحضاريًا وسياسيًا وعسكريًا، أو أن يلوذوا بالصمت، فالصمت عن الكلام الجارح فضيلة.
إن كانت مصر هي رمز العروبة، وهي بالفعل كذلك، فإن المملكة هي رمز الإسلام. ولم يشهد التاريخ أي تنازع بين العروبة والإسلام إلا عندما تم تسييس الدين وتحريفه، وعندما تم تغليب النزعة القومية المتعصبة على كل القيم. ورواد التنوير من مصر، ومن أساتذتنا الذين نهلنا من علمهم، غرسوا فينا قيم الإنسانية النبيلة. فنحن لسنا وحدنا على هذا الكوكب، ومع ذلك لا يزال التعصب يسيطر على عقول البعض.
لن تخبو جذوة الحب والعاطفة الجياشة التي نكنها لمصر وشعبها. ولن نرفع رايات العداء على الأخ الذي يربطنا به رابط الدم والماء. فالأرض العربية هي ملك للعرب جميعًا، ودماء جنود المملكة قد روت كل شبر من أرض العروبة والإسلام. والتاريخ خير شاهد على ذلك، فما جرى ليس ببعيد العهد. مع خالص تحياتي وسلامي.